للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولهم إلى آخرهم وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة" (١) .

(٣) حذر ابن عبد الوهاب من الانخداع تحت أي مسمى يخدش التوحيد أو ينال من حق الله على العباد فيقول:" فمعلوم أن اللغات تختلف: فالمعبود عن العرب، والإله الذي يسميه عوامنا " السيد" و " الشيخ" و " الذي فيه السر" عندهم هو القدرة على النفع والضر وكونه يصلح أن يدعي ويرجى ويخاف ويتوكل عليه". (٢)

(٤) ثم يرد على القائلين بأنهم يعرفون بأن الله هو الخالق الرزاق المدبر، لكن هؤلاء الصالحين مقربون ونحن ندعوهم وننذر لهم، وندخل عليهم نستغيث بهم ـ بذلك الوجاهة والقربى ـ يرد ابن عبد الوهاب على هؤلاء بقوله"كلامك هذا قول أبي جهل وأمثاله، فإنهم يدعون: عيسى وعزيرا والملائكة والأولياء يريدون ذلك (٣) كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} . (٤)

(٥) ومن بين الأشكال التي اتخذها الناس للتقرب إلى الأولياء والصالحين وهم بهذه الأعمال يشبهون النصارى الذين منهم من يعبد الله الليل والنهار ويزهد في الدنيا ويتصدق بما لدينه معتزلا في صومعته عن الناس، ومع هذا فهو كافر، عدو الله، مخلد في النار بسبب اعتقاده في عيسى أو غيره من الأولياء من يدعوه، ويذبح له، وينذر له، ويبين ابن عبد الوهاب فضل الإسلام في النهي عن كل هذه الأمور فيقول: " فقد تبين لك كيف صنعه الإسلام الذي دعا إليه نبيك صلى الله عليه وسلم وتبين لك أن كثيرا من الناس عنه بمعزل". (٥)


(١) الدرر السنية ـ كتاب العقائد ـ جـ ١ ص٤٦ ـ ٤٧ وكذلك ابن غنام الرسالة الثانية عشر ص٣٥٩
(٢) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص ٣١٠ ـ ٣١١.
(٣) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص٤٦٩
(٤) الزمر: ٣
(٥) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص ٤٧٠

<<  <   >  >>