فإنِّي أتحدَّث إليكم أيُّها الإخوة هذه الليلة١ عن شيخٍ فاضلٍ من شيوخ المملكة العربيَّة السعودية، وعَلَمٍ من أعلامها بل عن عَلَمٍ من أعلام العالَم الإسلامي، له جهودٌ كبيرةٌ في العنايةِ بالعلمِ ونشرِه وبذلِه، وإفادةِ طلبة العلم، ألا وهو الشيخ العلاَّمة محمد بن صالِح بن عُثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جنَاته.
فأقول: إنَّ أعظمَ مصيبةِ موتٍ حصلت في الإسلام المصيبةُ بوفاة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، والمصائبُ العظمى بعد تلك المصيبة إنَّما هي بموت ورثتِه صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء، وإنَّ الأنبياءَ لَم يُورِّثوا ديناراً ولا درهماً، وإنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذ به، أخذ بحظٍّ وافر"، رواه أبو داود (٣٦٤١) وغيرُه، وسنده حسن.
١ هذه محاضرة أُلقيت في مسجد الجامعة الإسلامية بالمدينة ليلة الجمعة (٢٤/١٠/١٤٢١هـ) .