للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غلو الشيعة واليهود]

ومن هذا الباب غلو الشيعة في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فالشيعة -عليهم لعنة الله- يؤلهون علياً ويخطئون جبريل عليه الصلاة والسلام، ويقولون: خان الأمين، ويفترون الكذب على ديننا، ويقولون: القرآن محرف، ويكذبون كذباً قذراً وقحاً، ويقولون: إن عندنا قرآن فاطمة وهو أضعاف قرآنكم الذي بين أيديكم، ليس فيه حرف من قرآنكم، وهي تسطر في أسطور كتبهم، فهم أيضاً لحقوا باليهود والنصارى، فغلوا في شأن علي غلواً كفروا به، فمنهم من أله علياً، ومنهم طائفة ما زالت تقول: علي حي وهو الذي يسير السحب، وعمومهم الآن من عباد القبور والمشركين بالله.

فالشيعة أخذوا من كل الفرق قبائحها، أخذوا من اليهود القبائح التي في اليهود، ومن النصارى القبائح التي في النصارى، ومن المجوس القبائح التي في المجوس، ويجتمع عندهم دين ليس من دين الإسلام في شيء، فمعتقدهم في غاية الزيغ: فمع كتاب الله يتهمون القرآن بالتحريف والقصور، ومع الملائكة يطعنون في جبريل ويقولون: خان الأمين، ومع الرب سبحانه وتعالى يشركون آلهة أخرى، ويقولون: إن الأموات ينفعون ويضرون، ومع أصحاب رسول الله فالصحابة أو جل الصحابة عندهم كفار إلا خمسة من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام! وللأسف أن هذه الأفكار الزائغة تجد أُناساً أعمى الله بصائرهم يدعون إليها، وقلوباً كافرة تستقبل مثل هذا الكلام والأكاذيب على الله وعلى رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وليس بغريب أن يتواجد في بلادنا مثل هذه الأشكال.

قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء:١٧١] ، غلو النصارى كان بتأليه عيسى، وغلو اليهود كان باستنقاص عيسى صلى الله عليه وسلم، والغلو له صور متعددة، أما الغلو المذكور في الآية فهو بشأن عيسى عليه الصلاة والسلام لما سيأتي.

واليهود قد غالت في دينها غلواً آخر، ففي حديث أبي موسى وغيره، أن اليهود كان إذا بال أحدهم ووقعت نقطة من البول على جلده يأتي بمقراض ويقرض الجلد الذي وقع عليه البول، فهذا أمر في غاية التشدد.

وبعض فرقهم تحرم الزواج من المرأة إذا كان بينك وبينها إخوة إلى الجد السابع؛ ففي ديننا لا تتزوج أختك، لكن لك أن تتزوج ابنة عمك، وأما اليهود فلا تتزوج ابنة عمك ولا أي واحدة يربطك بها إخوة حتى الجد السابع.

قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} [النساء:١٧١] ، وهي قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران:٥٩] أي: كن عيسى فكان عيسى عليه الصلاة والسلام، كن ولداً فكان ولداً، كما قال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران:٥٠-٦٠] ، فقوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ} [النساء:١٧١] أي: الكلمة التي خلق الله عيسى بها، وهي كلمة كن.