للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

لذلك قال الله تعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم} [محمد: ٧] أي أن نصره سبحانه للمؤمنين مرهون بأمرين (١):

١ - الإعداد المادي والمعنوي لاستحقاق النصر كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠].

٢ - نصرة دين الله بتطبيق شرعه وتنفيذ أحكامه، وأن تقف مع الحق، وتحكم بالعدل، ولا تأخذك في الله لومة لائم، إن فعلت ذلك فقد نصرت دينه، وسينصرك الله سبحانه.

أما الاتّكال على مجرد الاتّصاف بالإسلام قولاً لا عملاً، وأن نطلب النّصر بخوارق العادات، والأدعية فقط، دون إعداد ودون عمل بالأسباب، فكل ذلك لا يحقق شيئاً من النّصر المرتجى على أعداء الله ..

ولعل هذا الدرس من أهم الدروس التي نستفيدها من هجرته صلى الله عليه وسلم، "أن نأخذ دائماً بالأسباب، وكأنها كلُّ شيء، ثم نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .. "، فعند ذلك يكون التوفيق والمدد والنصر ....

أيها الأحبة: دروس وعبر الهجرة كثيرة وكثيرة .. نحتاج للوقوف علىها إلى خطب عديدة .. ، نفعني الله وإياكم بما سمعنا، وجعلنا دائماً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ....

كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير .. أعاده الله على الأمة بالفرج والنصر والعزة إنه ولي ذلك والقادر عليه ...

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين .. استغفروا الله .. (٢).


(١) (التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج ٩/ ٣٢٣ د. وهبة بن مصطفى الزحيلي).
(٢) ألقيت هذه الخطبة في أحد مسجد عمَّان، (عام ١٤٤٠ هـ ٢٠١٨ م). كما ألقيت في بعض المراكز الإسلامية الدعوية.

<<  <