شيخنا الحبيب! ما هي الوسائل التي تعيننا على التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة وذلك في الواقع الذي نعيش، بالتفصيل والتصريح؟
الجواب
مما يعيننا على ذلك -وهذا يجب أن يكون حالنا دائماً كما أشرنا- العلم بهذا المنهج، فلا يصح أن يكون الإنسان جاهلاً بمنهج أهل السنة والجماعة مهما كان محباً له حباً صادقاً خالصاً وعلى معرفة إجمالية لا يكفي ذلك، بل لا بد من المعرفة التفصيلية له، وأشرف العلوم هو ما يتعلق بمعرفة الله وتوحيده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبعد ذلك معرفة السنة من البدعة، ثم معرفة الحلال من الحرام، فيجب علينا أن نعرف هذه الأحكام معرفة تفصيلية بأدلتها الشرعية، ومن مصادرها الأصلية، ونحرص على أن نتلقاها من حلقات العلم، لأن اجتهاداتنا الفردية والشخصية ليست دائماً مثمرة أو ناجحة، والعلم يؤتى من أبوابه، وأبواب العلم الحقيقية هي مجالس العلماء، وإن لم يمكن مجالسة العلماء فبوسائل أخرى، والحمد لله نحن في زمن تيسرت وتوفرت فيه الوسائل.
والأمر الآخر: أن نضبط دعوتنا أيضاً على منهج أهل السنة والجماعة؛ لأن منهج أهل السنة والجماعة ليس مجرد عقائد تحفظ، أو تصورات تقال، وإنما هو حقائق يعمل بها، فيجب على الإنسان أن يعرف الحق ويؤمن به ويدعو إليه، ثم يصبر على الأذى في سبيل الدعوة إليه.
ونحن في هذا الزمن من أوجب ما يجب أن نعرفه في هذه المسألة: معرفة الطرف المخالف المناقض؛ لأن الحق يتضح به، وبضدها تتميز الأشياء، إذا أردت أن تعرف حقيقة منهج أهل السنة والجماعة، وأنت شاب وطالب علم وداعية فيجب أن تعلم الفرق بينه وبين الفرق الأخرى، تعرف حقيقة عقائد الرافضة وبطلانها، وعقائد أهل الكلام عامة وبطلانها، وأسسهم التي ضلوا بها؛ لتجتنبها ولتدافع عن الدين وعن منهج أهل السنة والجماعة من خلالها، ولتستطيع أن تقيم الحجة عليهم؛ فهذا عدو حاضر قائم، وهذا هو السرطان الذي يفتك بجسم الأمة الإسلامية، ويمنعها من مقاومة عدوها الخارجي، بل إن الأداة التي يستطيع العدو الخارجي أن يدخل منها إلى الأمة الإسلامية هي هذه الطوائف والفرق والنحل والضلالات والبدع.
إذاً: لا بد من الإحاطة بها ومعرفتها، وهي جزء من الواقع الذي يجب أن يعرف ويطلع عليه بتوازن، مع إعطاء الفرصة للتخصص، فكل من تخصص في فن منها أو بفرقة منها، فإنه يشجع ويشكر على ذلك، حتى نستطيع -إن شاء الله- أن نكون المنهج الملائم، والموضوع طويل ولكن الإشارة تكفي.