للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩٢٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ بِنْتِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، أَنْبَأَ عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِذْ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنٌ لَهُ مِنْ غَزَاةٍ لَهُ , يُقَالُ لَهُ أَبُو بَكْرٍ , فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ صَاحِبِنَا، فُلَانٍ؟ بَيْنَا نَحْنُ قَافِلِينَ فِي غَزَاتِنَا، إِذْ ثَارَ وَهُوَ يَقُولُ: وَاأَهْلَاهُ وَاأَهْلَاهُ , فَثُرْنَا إِلَيْهِ، وَظَنَنَّا أَنَّ عَارِضًا عَرَضَ لَهُ، فَقُلْنَا: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي أَلَا أَتَزَوَّجَ حَتَّى أُسْتَشْهَدَ , فَيُزَوِّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ حُورِ الْعِينِ، فَلَمَّا طَالَتْ عَلَيَّ الشَّهَادَةُ , قُلْتُ فِي سَفَرِي هَذَا: إِنْ أَنَا رَجَعْتُ هَذِهِ الْمَرَّةَ تَزَوَّجْتُ، فَأَتَانِي آتٍ قُبَيْلُ فِي الْمَنَامِ , فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: إِنْ رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ؟ قُمْ فَقَدْ زَوَّجَكَ اللَّهُ الْعَيْنَاءَ , فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ مُعْشِبَةٍ، فِيهَا عَشْرُ جِوَارٍ ⦗٦٧٨⦘، بِيَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا، لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ , فَقُلْتُ: فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ فَقُلْنَ: نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا , وَهِيَ أَمَامَكَ فَمَضَيْتُ , فَإِذَا رَوْضَةٌ أَعْشَبُ مِنَ الْأُولَى وَأَحْسَنُ , فِيهَا عِشْرُونَ جَارِيَةً، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ , قُلْتُ: فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ قُلْنَ: نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا , وَهِيَ أَمَامَكَ، فَمَضَيْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ , وَهِيَ أَعْشَبُ مِنَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ فِي الْحُسْنِ , فِيهَا أَرْبَعُونَ جَارِيَةً، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ وَالْعُشْرُونَ إِلَيْهَا بِشَىْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ , قُلْتُ: فَيَكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ قُلْنَ: نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا , وَهِيَ أَمَامَكَ، فَمَضَيْتُ، فَإِذَا أَنَا بِيَاقُوتَةٍ مُجَوَّفَةٍ فِيهَا سَرِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ قَدْ فَضُلَ جَنْبَاهَا السَّرِيرَ، قُلْتُ: أَنْتِ الْعَيْنَاءُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ مَرْحَبًا , فَذَهَبْتُ أَضَعُ يَدِي عَلَيْهَا , قَالَتْ: مَهْ؛ إِنَّ فِيكَ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ بَعْدُ , وَلَكِنْ تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَانْتَبَهْتُ , قَالَ: فَمَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى نَادَى الْمُنَادِي: يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي، قَالَ: فَرَكِبْنَا , فَصَافَّنَا الْعَدُوُّ , قَالَ: فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ , وَأَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ , وَأَذْكُرُ حَدِيثَهُ , فَمَا أَدْرِي رَأْسُهُ سَقَطَ أَمِ الشَّمْسُ سَقَطَتْ "

<<  <  ج: ص:  >  >>