للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني به مكتوبًا.

وأما تأويلُ اسمِه الذي هو ذكرٌ، فإنه مُحْتَمِلٌ معْنَيين؛ أحدُهما، أنه ذكرٌ مِن اللَّهِ جلّ ذكرُه، ذكَّر به عبادَه، فعرَّفهم فيه حدودَه وفَرائضَه وسائرَ ما أوْدَعه مِن حكمِه. والآخرُ، أنه ذِكْرٌ وشَرَفٌ وفخرٌ لمن آمَن به وصدَّق بما فيه، كما قال جلّ ثناؤُه: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ [الزخرف: ٤٤]. يعني به أنه شرفٌ له ولقومِه.

[ثم لسوَرِ القرآنِ أسماءٌ سماهن بها رسولُ اللَّهِ ] (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ بَشّارٍ، قال: حدَّثنا أبو داودَ الطَّيالسيُّ، قال: حدَّثنا أبو العَوّامِ، وحدَّثني محمدُ بنُ خلفٍ العَسْقَلانيُّ، قال: حدَّثنا روّادُ (٢) بنُ الجَرَّاحِ، قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ بَشيرٍ، جميعًا عن قتادةَ، عن أبي المَلِيحِ، عن واثلةَ بنِ الأسْقَعِ، أن النبيَّ قال: "أُعْطِيتُ مَكانَ التَّوْراةِ السَّبْعَ الطُّوَلَ، وأُعْطِيتُ مَكانَ الزَّبُورِ المِئِينَ، وأُعْطِيتُ مَكانَ الإنجِيلِ المثَانِيَ، وفُضِّلْتُ بالمُفَصَّلِ" (٣).

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن خالدٍ الحَذَّاءِ، عن أبي


(١) سقط من: م.
(٢) في م: "داود". وينظر تهذيب الكمال ٩/ ٢٢٧.
(٣) أخرجه الطيالسي (١١٠٥)، ومن طريقه أحمد ٢٨/ ١٨٨ (١٦٩٨٢)، والطحاوي في المشكل (١٣٧٩)، والنحاس في القطع والائتناف ص ٨١، والبيهقي في الدلائل ٥/ ٤٧٥.
وأخرجه الطبراني ٢٢/ ٧٥ (١٨٦)، والبيهقي في الشعب (٢٤٨٤) من طريق أبي العوام عمران القطان به.
وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ١١٩، ١٢٠، والطبراني ٢٢/ ٧٦ (١٨٧)، والبيهقي (٢٤٨٥) من طريق سعيد بن بشير به.
وذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٥٥ من رواية سعيد، وقال: هذا حديث غريب، وسعيد بن بشير فيه لين. وينظر تفسير ابن كثير تحقيق أبي إسحاق الحويني ٢/ ٤١، والسلسلة الصحيحة (١٤٨٠).