للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أكرَهُ من معصيتى وخلافِ أمرى، لِمَهْ؟! إن الحمارَ ليعرِفُ مِزودَه، لَمِهُ؟! إن البقرةَ لتعرِفُ سيدَها (١). حلَفتُ بعزَّتى العزيزةِ، وبذراعِيَ الشديدِ، لآخُذَنَّ ردائى، ولأمرُجَنَّ (٢) الحائطَ، ولأجعَلنّكم تحتَ أرجلِ العالمِ. قال: فوثَبوا على نبيِّهم فقتَلوه، فضرَب اللَّهُ عليهم الذلَّ، ونزَع منهم المُلكَ، فليسوا في أمةٍ مِن الأممِ إلا وعليهم ذلٌّ وصغارٌ وجِزيةٌ يُؤدُّونها، والملكُ في غيرِهم من الناسِ، فلن يزالوا كذلك أبدًا، ما كانوا على ما هم عليه.

قال (٣): قال: فهذا ما انتهَى إلينا (٤) من جماعِ أحاديثِ بني إسرائيلَ.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾. قال (٣): كانت الآخرةُ أشدَّ مِن الأولى بكثيرٍ، فإن الأولى كانت هزيمةً فقط، والآخرةَ كان التدميرُ، وأحرَق بختُنصرَ التوراةَ حتى لم يترُك فيها حرفًا (٥)، وخرَّب المسجدَ (٦).

حدَّثنا أبو السائبِ، قال: ثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن المنهال، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: بعَث عيسى ابن مريم يحيى بنَ زكريا في اثنى عشَرَ مِن الحواريِّين يعلِّمون الناسَ. قال: فكان فيما نهاهم عنه، نكاحُ ابنةِ الأخِ. قال: وكانت لملكِهم ابنةُ أخٍ تُعجِبُه يريدُ أن يتزوَّجَها، وكانت لها كلَّ يومٍ حاجةٌ يَقضيها،


(١) بعده في م: "وقد".
(٢) مرَج أمره يَمُرجه: ضيَّعه. التاج (م ر ج).
(٣) سقط من: ت ١.
(٤) سقط من: ت ١، ت ٢، ف.
(٥) في م: "لم يبق منها حرف واحد".
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٥ إلى المصنف.