قَوْلهَا: " قَالَ ورقة: نعم، لم يَأْتِ رجل قطّ بِمَا جِئْت بِهِ إِلَّا عودي: "
وَفِي رِوَايَة: " أَو ذِي مَكَان " عودي "، وَفِي رِوَايَة صَالح بن أبي الْأَخْضَر وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ الْجمع بَينهمَا قَالَ: " إِلَّا عودي وأوذي، فليتني فِيهَا جذعا ".
وَفِي حَدِيث عبد الله بن شَدَّاد قَالَ: " فَقَالَ ورقة لِخَدِيجَة: هَل رأى زَوجك صَاحبه فِي خضر؟ فَقَالَت: نعم، فَقَالَ: إِن زَوجك نَبِي، وسيصيبه فِي أمته بلَاء " رَوَاهُمَا أَبُو نعيم فِي " دلائله ".
قلت: وَهَذِه سنة الله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ مَعَ قَومهمْ غير الموفقين للْإيمَان مِنْهُم فَإِنَّهُم يظهرون لَهُم الْعَدَاوَة والأذى على الْجُمْلَة، ويشتد عَلَيْهِم الْفِطَام عَمَّا كَانَ آباؤهم عَلَيْهِ، فيبالغون فِي أَذَى نَبِيّهم وَالَّذين آمنُوا بِهِ، فيضطرونهم إِلَى الْخُرُوج عَنْهُم كَمَا جرى لنبينا وَأَصْحَابه، وَلَعَلَّ ورقة سمع ذَلِك من أهل الْكتاب الَّذين عرف مِنْهُم صفة النَّبِي مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - وَوقت مبعثه.
وَلَفظ " قطّ " فِي تَأْكِيد نفي الْفِعْل الْمَاضِي كَلَفْظِ " أبدا " فِي نفي الْفِعْل الْمُسْتَقْبل، والطاء مَضْمُومَة مُشَدّدَة ومخففة.
قَوْله: " وَإِن يدركني يَوْمك أنصرك نصرا مؤزرا: "
وَوَقع فِي رِوَايَة صَالح عَن الزُّهْرِيّ: " فليتني حَيا يَوْم يخْرجك قَوْمك فأنصرك نصرا مؤزرا "، وَوَقع فِي حَدِيث عبيد بن عُمَيْر: " وَلَئِن أَنا أدْركْت ذَلِك ".
قَالَ السُّهيْلي: " إِن يدركني يَوْمك " هُوَ الْقيَاس لِأَن ورقة سَابق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute