الْقَائِل لَكَانَ صَوَاب الْكَلَام " مؤازرا " بِكَسْر الزَّاي، وَبعد أَن ظهر لي هَذَا وجدت مَعْنَاهُ مُعَلّقا عَن بعض الْمَشَايِخ وَوَجَدته للخطابي وَهُوَ صَحِيح " ,
قلت: لَيْسَ فِيمَا قَالَه القَاضِي مَا يُجَاب بِهِ عَن اعْتِرَاض الْقَزاز و (لَا) مَا يصحح بِهِ لفظ " مؤزر " من جِهَة الِاشْتِقَاق على قِيَاس الْعَرَبيَّة إِلَّا قَوْله: تأزر النبت إِذا التف وَاشْتَدَّ.
أنْشد الْجَوْهَرِي:
(تأزر فِيهِ النبت حَتَّى تخايلت ... رباه وَحَتَّى مَا ترى الشَّاء نوما)
فوزن " تأزر " تفعل، وَتفعل هُوَ مُطَاوع فعل كتكسر وتعرف، وَفعل وأفعل يتفقان فِي التَّعْدِيَة كثيرا كأنزل وَنزل، وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {فآزره} ، فَهَذَا أفعل، فَلَا بعد فِي جَوَاز فعل وَقد دلّ عَلَيْهِ مطاوعه، فَقَوله: " مؤزرا " اسْم مفعول من ذَلِك مثل مشرف ومفضل، وَلَيْسَ لنا من غير ذَلِك أزره فَهُوَ مؤزر إِلَّا فِي لبس الْإِزَار يُقَال: أزرته تأزيرا فتأزر هُوَ واتزر.
فَأَقُول: يجوز أَن يكون مأخوذا من هَذَا لِأَن لبس الْإِزَار يكنى بِهِ عَن الْجد والتشمير فِي الْأَمر وَالْقِيَام بِهِ على الْوَجْه المرضي، وَأَصله أَن يتْرك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute