وفتر الْوَحْي: أَي انْكَسَرَ وَضعف وَقل وَانْقطع وَمَضَت على ذَلِك مُدَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:{على فَتْرَة من الرُّسُل} أَي على حِين فتور من إرْسَال الرُّسُل وَانْقِطَاع من الْوَحْي، وَيُقَال: طرف فاتر أَي منكسر، وَمَاء فاتر للَّذي قلت برودته أَو حرارته، وَلم يذكر فِي الحَدِيث مِقْدَار الفترة.
قَالَ السُّهيْلي:" وَقد جَاءَ فِي بعض الْأَحَادِيث المسندة أَنَّهَا كَانَت سنتَيْن وَنصف سنة ".
قَالَ:" فَمن هَا هُنَا يتَّفق مَا قَالَه أنس بن مَالك أَن مكثه - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّة كَانَ عشر سِنِين، وَقَول ابْن عَبَّاس: ثَلَاث عشرَة سنة، وَكَانَ قد ابتدئ بالرؤيا الصادقة سِتَّة أشهر، فَمن عد هَذِه الفترة وأضاف إِلَيْهَا الْأَشْهر السِّتَّة كَانَت كَمَا قَالَ ابْن عَبَّاس، وَمن عدهَا من حِين حمي الْوَحْي وتتابع كَمَا فِي حَدِيث جَابر كَانَت عشر سِنِين ".
قَالَ:" وَوجه آخر فِي الْجمع بَين الْقَوْلَيْنِ وَهُوَ أَن الشّعبِيّ قَالَ: وكل إسْرَافيل بنبوة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاث سِنِين، ثمَّ جَاءَهُ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ".