للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السؤال التاسع

٩ - قرآنكم يحض على الزنا، حتى النبي لوط، في قول القرآن عن لوط:

(هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) .

* * *

١ - ما رأيت هزلا أشبه بجد، ولا باطلا أشبه بحق من هذا السؤال، فالقرآن الذي سما بالخلق، ودعا إلى المثل العليا، والذي خُلُق المسلم فيه قبس من صفات الفه وخلقه، وتربى عليها رجال برزت مواهبهم بفضل هذا الخلق وهذه التربية، فأمكنهم أن يخطوّا، بفضلها على صحائف الكون بمشيئة الله القدير الحكيم، وأن يَمْهَدوا لحضارة جديدة تعم العالمين، والتي أدت إلى أن ينتقل العالم كله إلى عهد جديد.

٢ - وإن رابكم هذا الحق فدونكم بعض ما قاله قائلون احترموا أنفسهم من بني دينكم:

يقول (سير وليم ميود) : والأرجح أن العالم كله ليس فيه كتاب، غير القرآن ظل اثنى عشر قرنا كاملا بنص هذا مبلغ صفاته ودقته ".

ويقول كاتب الإنجليز الكبير (برنارد شو) : لقد كَان دين محمد موضع تقديري السامي دائما؛ لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة: لأنه، على ما يلوح لي، هو الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة، والذي يستطع لذلك أن يجذب إليه كل جيل من الناس. ..

وقد تنبأتُ بأن دين محمد سيكون مقبولا لدى

أوربا غدا، وهو قد بدأ يكون مقبولا لديها اليوم.

لقد عمد رجال الأكليروس في العصور الوسطى إلى تصوير الإسلام في أحلك الألوان، وذلك بسبب الجهل، أو التعصب الذميم. ..

أما أنا فأرى واجبا أن يدعي محمد منقذ الإنسانية.

وأعتقد أن رجلا مثله إذا ولى زعامة العالم الحديث نجح في حل مشكلاته وأحل في العالم السلام والسعادة.

ولقد أدرك مفكرون منصفون في القرن ١٩ ما لدين محمد من

قيمة ذاتية. من هؤلاء كارليل وجوته وجيبون بذلك حدث تحول صالح في موقف

<<  <   >  >>