للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَمَامُ النِّعْمَةِ الْمَوْتُ عَلَى الْإِسْلَامِ لِأَنَّهُمَا مُتَلَازِمَانِ، وَفِي إِيرَادِ مِنَ التَّبْعِيضَيَّةِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ الْحَقِيقِيَّةِ إِنَّمَا هِيَ مُشَاهَدَةُ الذَّاتِ الْحَقِّيَّةِ (وَسَمِعَ) أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (رَجُلًا يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) أَيْ: يَا صَاحِبَ الْعَظَمَةِ وَالْمَكْرُمَةِ (قَالَ: قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ) أَيْ: مَا تُرِيدُ، هُوَ بِالْهَمْزِ وَتَرْكِهِ (وَسَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ، فَقَالَ: سَأَلْتَ اللَّهَ الْبَلَاءَ) لِأَنَّهُ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ (فَاسْأَلْهُ الْعَافِيَةَ) أَيْ: فَإِنَّهَا أَوْسَعُ، وَكُلُّ أَحَدٍ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى الْبَلَاءِ، وَمَحَلُّ هَذَا إِنَّمَا هُوَ قَبْلَ وُقُوعِ الْبَلَاءِ وَأَمَّا بَعْدَهُ فَلَا مَنْعَ مِنْ سُؤَالِ الصَّبْرِ بَلْ مُسْتَحَبٌّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} [البقرة: ٢٥٠] (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) وَقَالَ حَسَنٌ، نَقَلَهُ مِيرَكُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>