مِنْ أَعْمَالِ الْمَعْصِيَةِ (ثُمَّ يُصْبِحَ) : بِالنَّصْبِ وَفِي نُسْخَةٍ بِالرَّفْعِ أَيْ: ثُمَّ هُوَ يَدْخُلُ فِي الصَّبَاحِ (وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ) أَيْ: عَمَلَهُ عَنِ النَّاسِ أَوْ سَتَرَهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ فِي لَيْلِهِ حَتَّى عَاشَ إِلَى النَّهَارِ (فَيَقُولَ) بِالنَّصْبِ وَيُرْفَعُ أَيْ فَيُنَادِي صَاحِبًا لَهُ (يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ) أَيْ: فِي اللَّيْلَةِ الْمَاضِيَةِ (كَذَا وَكَذَا) أَيْ: مِنَ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ (وَقَدْ بَاتَ) أَيْ: وَالْحَالُ أَنَّ الرَّجُلَ الْعَاصِيَ دَامَ فِي لَيْلِهِ (يَسْتُرُهُ رَبُّهُ) أَيْ: عَنْ غَيْرِهِ، وَلَمْ يَكْشِفْ حَالَهُ بِالْعُقُوبَةِ (وَيُصْبِحُ) أَيِ: الرَّجُلُ مَعَ ذَلِكَ (يَكْشِفُ) : خَبَرُ يُصْبِحُ أَيْ: يَرْفَعُ وَيُزِيلُ (سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ) . هُوَ بِكَسْرِ السِّينِ بِمَعْنَى السُّتْرَةِ وَالْحِجَابِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِفَتْحِهَا وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَالْمَقْصُودُ غَايَةُ الِاسْتِغْرَابِ؛ وَلِذَا وَقَعَ فِي الْكَلَامِ نَوْعٌ مِنَ الْإِطْنَابِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) . وَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ بِلَفْظِ: " كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرُونَ وَإِنَّ مِنَ الْجِهَارِ، أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ " الْحَدِيثَ، لَكِنْ بِدُونِ يَا فُلَانُ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْهُ. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَلَفْظُهُ: " «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرُ الَّذِي يَعْمَلُ الْعَمَلَ بِاللَّيْلِ فَيَسْتُرُهُ رَبُّهُ ثُمَّ يُصْبِحُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! إِنِّي عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا فَيَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» " قَالَ الْمُؤَلِّفُ ".
(وَذُكِرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ) أَيْ: وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ (فِي بَابِ الضِّيَافَةِ) . أَيْ: فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذُكِرَ فِيهِ وَسَبَبُهُ أَنَّ صَدْرَهُ مُنَاسِبٌ لِذَلِكَ الْبَابِ، فَيَكُونُ إِسْقَاطُهُ هُنَا لِلتَّكْرِيرِ فَكَلَامُهُ لِلِاعْتِذَارِ، لَكِنَّهُ مُتَضَمِّنٌ لِنَوْعٍ مِنَ الِاعْتِرَاضِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute