٤٨٥٦ - وَعَنْ وَاثِلَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
ــ
٤٨٥٦ - (وَعَنْ وَثِلَةَ) : بِكَسْرِ الْمُثَلَّثَةِ وَهُوَ ابْنُ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيُّ، أَسْلَمَ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَوَجِّهٌ إِلَى تَبُوكَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ خَدَمَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَ سِنِينَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَمَاتَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ. (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ) أَيِ: الْفَرَحَ بِبَلِيَّةِ عَدُوِّكَ (لِأَخِيكِ) أَيْ: لِأَجْلِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ الَّذِي وَقَعَ فِي بَلِيَّةٍ دِينِيَّةٍ أَوْ دُنْيَوِيَّةٍ أَوْ مَالِيَّةٍ (فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ) : بِالنَّصْبِ عَلَى جَوَابِ النَّهْيِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالرَّفْعِ، وَهُوَ الْمُلَائِمُ لِمُرَاعَاةِ السَّجْعِ فِي عَطْفِ قَوْلِهِ: وَيَبْتَلِيكَ، وَالْمَعْنَى يَرْحَمُهُ رَغْمًا لِأَنْفِكَ (وَيَبْتَلِيَكَ) . حَيْثُ زَكَّيْتَ نَفْسَكَ وَرَفَعْتَ مَنْزِلَتَكَ عَلَيْهِ، وَنَحْوَهُ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِ مَنْ «قَالَ لِصَاحِبِهِ، وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَدًا: " فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُذْنِبِ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْظُرَ عَنْ عَبْدِي رَحْمَتِي» " الْحَدِيثَ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ) : وَفِي الْإِحْيَاءِ بِلَفْظِ: " فَيُعَافِيَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ " قَالَ الْعِرَاقِيُّ: أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا: " فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute