٤٨٥٧ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ أَحَدًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
ــ
٤٨٥٧ - (وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أُحِبُّ) أَيْ: مَا أَوَدُّ (أَنِّي حَكَيْتُ أَحَدًا) أَيْ: فِعْلَ أَحَدٍ، وَالْمَعْنَى: مَا أُحِبُّ أَنْ أَتَحَدَّثَ بِعَيْبِ أَحَدٍ قَوْلِيًّا أَوْ فِعْلِيًّا (وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا) أَيْ: وَلَوْ أُعْطِيتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَشْيَاءِ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ، كَذَا قَالَهُ شَارِحٌ، أَوْ حَكَيْتُ بِمَعْنَى حَاكَيْتُ فَفِي النِّهَايَةِ أَيْ: فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ، يُقَالُ: حَكَاهُ وَحَاكَاهُ، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْقَبِيحِ الْمُحَاكَاةُ. قُلْتُ: فَيُحْمَلُ حَكَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ فَيُفِيدُ الْمُبَالَغَةَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ وَارِدَةٌ عَلَى التَّتْمِيمِ وَالْمُبَالَغَةِ أَيْ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُحَاكِيَ أَحَدًا وَلَوْ أُعْطِيتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الدُّنْيَا. اهـ، وَفِيهِ أَنَّ الْأُصُولَ الْمُعْتَمِدَةَ عَلَى فَتْحِ إِنَّ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا سَبَقَ مِنْ قَوْلِهِ: إِنِّي وَالْمَعْنَى: إِنِّي مَا أُحِبُّ الْجَمْعَ بَيْنَ الْمُحَاكَاةِ وَحُصُولِ كَذَا وَكَذَا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِسَبَبِ الْمُحَاكَاةِ فَإِنَّهَا أَمْرٌ مَذْمُومٌ. قَالَ النَّوَوِيُّ: وَمِنَ الْغَيْبَةِ الْمُحَرَّمَةِ الْمُحَاكَاةُ بِأَنْ يَمْشِيَ مُتَعَارِجًا أَوْ مُطَأْطِئًا رَأْسَهُ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْهَيْئَاتِ كَمَا مَرَّ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ) : وَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ عَنْهَا بِلَفْظِ: " «مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا» " إِلَخْ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute