٦٢١٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ نَزَلَتْ سُورَةُ الْجُمُعَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: ٣] . قَالُوا: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ. قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٦٢١٢ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا) ، أَيْ: جَالِسِينَ (عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ نَزَلَتْ سُورَةُ الْجُمُعَةِ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْمِيمِ وَيُسَكَّنُ (فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: ٣] قَالَ الطِّيبِيُّ: هَذَا عَلَى أَنْ يَكُونَ آخَرِينَ عَطْفًا عَلَى الْأُمِّيِّينَ يَعْنِي أَنَّهُ تَعَالَى بَعَثَهُ فِي الْأُمِّيِّينَ الَّذِينَ عَلَى عَهْدِهِ، وَفِي آخَرِينَ مِنَ الْأُمِّيِّينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ بَعْدُ وَسَيَلْحَقُونَ بِهِمْ، وَهُمْ بَعْدَ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - (قَالُوا: مَنْ هَؤُلَاءِ) ، أَيْ: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ (يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ) ، أَيْ: أَبُو هُرَيْرَةَ (وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ) ، بِكَسْرِ الرَّاءِ وَيُسَكَّنُ (قَالَ) ، أَيْ: أَبُو هُرَيْرَةَ (فَوَضَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ) ، أَيْ: عَلَى كَتِفِهِ ثُمَّ قَالَ: (" لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ ") . قَالَ الطِّيبِيُّ: جَمَعَ اسْمَ الْإِشَارَةِ وَالْمُشَارُ إِلَيْهِ سَلْمَانُ وَحْدَهُ إِرَادَةً لِلْجِنْسِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِمُ الْعَجَمُ كُلُّهُمْ لِوُقُوعِهِ مُقَابِلًا لِلْأُمِّيِّينَ، وَهُمُ الْعَرَبُ، وَأَنْ يُرَادَ بِهِ أَهْلُ فَارِسَ. " وَلَوْ " هَا هُنَا بِمَعْنَى " إِنْ " لِمُجَرَّدِ الْفَرْضِ وَالتَّقْدِيرِ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ.
قَالَ الْمُؤَلِّفُ: سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ يَكُنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ فَارِسَ مِنْ رَامَهُرْمُزَ، وَيُقَالُ بِهَا كَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَصْفَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: حَيٌّ. سَافَرَ يَطْلُبُ الدِّينَ فَدَانَ أَوَّلًا بِدِينِ النَّصْرَانِيَّةِ، وَقَرَأَ الْكُتُبَ وَصَبَرَ فِي ذَلِكَ عَلَى مَشَقَّاتٍ مُتَتَالِيَةٍ، فَأَخْذَهُ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ فَبَاعُوهُ مِنَ الْيَهُودِ، ثُمَّ إِنَّهُ كُوتِبَ فَأَعَانَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute