للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكيف تعرف جثة نكرتها الأيام، وسارت الأرض فيها سنتها في الرمام، إلى أن وقعت عليها يد في الرجام، كما تقع على النصيب الرابح يد الغلام؛ فخرجت بها من غمرة المم، وحفرة الأمم، وبؤرة العدم.

وإذا هي تنفصل عن سواد الهامدين، وتتصل بالأفراد الخالدين؛ تهجر مغمورات الكفور، وتعمر مشهورات القبور؛ وبين ذلك جنازة للعصر حولها ضجة، وللأرض تحتها رجة، مواكبها ملء اليبس واللجة؛ أعلام منكوسة، وقنا صم، وكتائب خرس، وأنعام محزونة، ودموع مذروفة زملوك أو رسل ملوك، وبرق يروح ويغدو في السلوك، وينعي الزاجلية والألوك؛ فهل شيعت نابليون، أو ولنجتون، وهل بلغت هوجو البانثيون؛ سوى الحظ بين هؤلاء، وبين النكرة في الأشلاء، وأجزل للقيط الموتى من العطاء، كما يجزل أحيانا للقطاء.

<<  <   >  >>