للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليس عليه، ولا نعلم خالقًا إلا الله، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا نعلم غير ذلك، والسلام.

وروى الخطيب في "تاريخه" أن طاهر بن خلف، قال: سمعتُ محمد بن الواثق، الذي يقال له: المهتدي بالله، يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلًا أحضرنا ذلك المجلس، فأتى بشيخ مقيّد، فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه. يعني ابن أبي دُواد.

قال: فأدخل الشيخ، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين!

فقال: لا سلّم الله عليك.

فقال: يا أمير المؤمنين! بئس ما أدبك به مؤدّبك، قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}، والله ما حيّيتني بها، ولا بأحسن منها.

فقال ابن أبي دواد: يا أمير المؤمنين! هذا رجل متكلّم.

فقال له: كلّمه.

فقال: يا شيخ! ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني المسألة، أنا أسألك قبل.

فقال له: سلْ.

فقال الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق.

فقال الشيخ: هذا شيءٌ علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والخلفاء الراشدون، أم شيٌ لم يعلموه؟ فقال: شيءٌ لم يعلموه.

فقال: سبحان الله! شئٌ لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عليٌ، ولا الخلفاء الراشدون، علمتَه أنت! قال: فخجل ابن أبي دُواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>