غيري فلست بناسٍ فضله أبدا ... حتى يغيبني لحد وأكفان
ثم مكث أياماً ودخل عليه فقال له كيف رأيت الجارية يا خلف قال كما قال الشاعر:
شمس مبتلة في خلق جارية ... كأنما خصرها طي الطوامير
ليست من الإنس إلا في مناسبة ... ولا من الجن إلا في تصاوير
كأنها حين تمشي في تأوِدها ... تمشي على البيض أو زرق القوراير
فأمر له بعشرة آلاف درهم.
وحدثني عمى أحمد بن يحيى قال حدثنا الزبير بن بكار قال قال رجل من أهل الفضل والعقل لبنيه يا بني لا تعادوا واحداً وإن ظننتم أنه لا يضركم ولا تزهدوا في صداقة أحدٍ وإن ظننتم أنه لا ينفعكم فإنكم لا تدرون متى تخافون عداوة العدو ولا متى ترجون صداقة الصديق ولا يعتذر إليكم أحد إلا قبلتم عذره وإن علمتم أنه كاذب زجوا الناس زجاً أي ادفعوهم بالراح ولا تكاشفوهم.
حدثني أحمد بن الحارث الخراز عن المدائني قال: قال عبد الله ابن الحسن بن الحسن لابنه يا بني إني مؤدٍ حق الله علي في تأديبك فأد إلي حقه في حسن الاستماع والقبول يا بني أكفف الأذى وأفض الندى واستعن على السلامة بطول الصمت في المواطن التي تدعوك نفسك إلى الكلام فيها فإن للقول ساعات يضر فيها خطأه ولا ينفع