٣٥٧ - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا عُمَرُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: ني حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: لَمَّا عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الشَّامِ وَبَعَثَ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ الْجُمَحِيَّ، فَخَرَجَ مَعَهُ بِجَارِيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ نَضِيرَةِ الْوَجْهِ، فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ، فَدَخَلَ بِهَا عَلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بَعَثَ بِهَذِهِ، فَمَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ مِنْهَا إِدَامًا وَطَعَامًا. فقَالَ لَهَا: أَوَ لَا أَدُلُّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ نُعْطِي هَذَا الْمَالَ مَنْ يَتَّجِرُ لَنَا فِيهِ فَنَأْكُلُ مِنْ رِبْحِهَا , وَضَمَانُهَا عَلَيْهِ. ⦗٣١٠⦘ قَالَتْ: فَنِعْمَ إِذًا. فَخَرَجَ فَاشْتَرَى طَعَامًا وَإِدَامًا وَاشْتَرَى بَعِيرَيْنِ وَغُلَامًا وَعَمَدَ إِلَى سَائِرِهَا فَفَرَّقَهَا فِي الْمَسَاكِينِ وَأَهْلِ الْحَاجَةِ، فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: إِنَّهُ نَفَذَ كَذَا وَكَذَا، فَلَوْ أَتَيْتَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَخَذْتَ لَنَا مِنَ الرِّبْحِ فَاشْتَرَيْتَ لَنَا مَكَانَهُ فَسَكَتَ عَنْهَا، ثُمَّ عَاوَدَتْهُ فَسَكَتَ عَنْهَا، وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَدْخُلُ بِدُخُولِهِ، فَقَالَ لَهَا: مَا تَصْنَعِينَ، إِنَّكِ قَدْ آذَيْتِيهِ وَإِنَّهُ تَصَدَّقَ بِالْمَالِ، فَبَكَتْ، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكِ، كَانَ لِي أَصْحَابٌ فَارَقُونِي قَرِيبًا، مَا أُحِبُّ أَنِّي احْتَبَسْتُ عَنْهُمْ وَأَنَّ لِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ خَيْرَةً مِنْ خَيْرَاتٍ حِسَانٍ اطَّلَعَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ لَأَضَائَتْ لَهَا الْأَرْضُ، وَلَفَلَقَ ضَوْءُ وَجْهِهَا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَلَنَصِيفٌ تُكْسَاهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَأَنْتِ فِي نَفْسِي أَحْرَى أَنْ أَدَعَكِ لَهُنَّ مِنْ أَنْ أَدْعَهُنْ لَكِ قَالَ: فَرَضِيَتْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute