للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإِني لم أقله، إِلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة (١).

وقال الحاكم: حدثنا طاهر بن محمد الوراق، سمعت محمد بن شاذل يقول: لما وقع بين محمد بن يحيي والبخاري، دخلت علي البخاري، فقلت: يا أبا عبد الله، أيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بن يحيي، كل من يختلف إِليك يطرد؟ فقال: كم يعتري محمد بن يحيي الحسد في العلم. والعلم رزق الله يعطية من يشاء (٢).

وقال الحاكم: وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: لما إِستوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إِليه. فلما وقع بين الذهلي وبين البخاري ما وقع في مسألة اللفظ، ونادى عليه، ومنع الناس عنه، إِنقطع عنه أكثر الناس غير مسلم. فقال الذهلي يوما: ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم رداء فوق عمامته، وقام على رؤوس الناس، وبعث إِلى الذهلي ما كتب عنه علي ظهر حمال (٣).

وكان مسلم يظهر القول باللفظ ولا يكتمه.

قال: وسمعت محمد بن يوسف المؤذن، سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: حضرت مجلس محمد بن يحيي الذهلي، فقال: ألا من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسنا.

فقام مسلم بن الحجاج من المجلس. رواها أحمد بن منصور الشيرازي عن محمد بن يعقوب، فزاد: وتبعه أحمد بن سلمة (٤).

قال أحمد بن منصور الشيرازي: سمعت محمد بن يعقوب الأخرم، سمعت أصحابنا يقولون: لما قام مسلم وأحمد بن سلمة من مجلس الذهلي، قال الذهلي: لا يساكنني هذا الرجل في البلد.


(١) السير (١٢/ ٤٥٧ و ٤٥٨).
(٢) السير (١٢/ ٤٥٦ و ٤٥٧).
(٣) المرجع السابق (١٢/ ٤٥٩ و ٤٦٠).
(٤) السير (١٢/ ٤٥٩ و ٤٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>