للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٣٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ فِي قَوْلِهِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] قَالَ: الزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ⦗٢٣٣⦘ وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ فِي مَوْعِظَةٍ ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَأَهْلَهَا: أَكْرِمْ بِأَبْلَجَ زَاهِرٍ ظَفِرَ بِالْجَنَّةِ النَّاظِرَةِ وَصَارَ إِلَى زَوْجٍ دَرَجُ مَقَاصِيهِ الْآخِرَةِ , وَأَبْكَارٍ لَهَا ثَمَنًا فَأُعْطِيَ أَكْثَرَ مِنَ الْآمَالِ وَفَوْقَ الْمُنَى قَدْ تَهَدَّلَتْ فِي خِيَامِ اللُّؤْلُؤِ لِهَدَايِفِ ثِمَارِهَا وَتسَلْسَلَتْ مُتَسَنِّمَةً عَلَيْهِ مِنَ الْغُرَفِ غُصُونَ أَشْجَارِهَا وَتَزَيَّنَتْ فِي الْحِجَالِ الْعَدْنِيَّةِ قَوَاصِرُ أَبْكَارِهَا وَأَشْرَفَتْ مَنَازِلُهُ الْمَبْنِيَّةُ بِخَالِصِ عِقْيَانِهَا وَضَحِكَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ إِلَى نَظْرَةِ وُجُوهِ مَكَانِهَا فَهُوَ الْمَلِكُ الْمَحْبُورُ وَأَلَذُّ الْمَلَاهِي لَذَّةُ الْحُبُورِ رِيَاضٌ مِنَ الْفَرَادِيسِ لَا يَهْرَمُ شَبَابُهَا وَلَا تُغْلَقُ عَلَى أَهْلِ خَاصَّةِ اللَّهِ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ أَبْوَابُهَا , وَلَا تَعْدُو الْأَسْقَامُ عَلَى صِحَّتِهَا وَلَا تَطْرُقُ الْآفَاتُ بِالْغِيَرِ كَيْفَ نِعْمَتُهَا، قَدِ ارْتَفَعَ فِي فُسْحَةِ الْمُلْكِ الْمُقِيمِ، وَتَبَوَّأَ خُلْدَ قَرَارِ دَارِ النَّعِيمِ، وَهَلْ أَحْسَنُ مِنْ مُنَعَّمٍ قَدِ اتَّكَأَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ عَلَى أَسِرَّةِ عَرْضِهَا، وَعَانَقَ مُفْتَرِجَةً كَلَّتْ لِفَاكِهَاتِ الُمْرَتِجلِينَ عَنْ حُسْنِ وَضْعِهَا، قَرِيرَ عَيْنٍ يَخُطُّ فِي حُلَلِهَا وَرِحَابِ قُصُورِهَا، وَقَدْ أَمَدَّتْهُ كَرَامَةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دَائِمَةً سُرُورُهَا، وَبِاللَّهِ قَدْ سُمِّيَ جِيرَانُ اللَّهِ فِي دَرَجَاتِ الْمُلْكِ وَالْحُبُورَةِ: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: ٣٤]⦗٢٣٤⦘

مُسْتَرْشِدٌ رَغَدًا فِي نِعْمَةٍ ضَحِكَتْ ... إِلَيْهِ فِيهَا بِمَا قَدْ كَانَ يَهْوَاهُ

عَلَيْهِ تَاجُ جَلَالٍ فَوْقَ مَفْرِقِهِ ... مُنَعَّمٌ فِي جِنَانِ الْخُلْدِ مَثْوَاهُ

لَهُ أَسَاوِرُ مِنْ دُرَّةِ عَسْجَدَةٍ ... عَمَّتْ ضَحِكَاتٌ بِهَا لِلْحُسْنِ كَفَّاهُ

لِبَاسُهُ فِيهَا سُنْدُسُ سَجَّةٍ ... وَشُرْبُهُ الْخَمْرُ وَاللَّذَّاتُ سَرَّاهُ

مُعَانِقٌ خِلِّةً فِي صَدْرِ خَيْمَتِهَا ... مَا إِنْ يَمَلُّ لَذَّ تَقْبِيلِهَا فَاهُ

طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى يَوْمَ حَلَّ بِهَا ... أَذْكَرَتْ نَفْسُهُ مَا قَدْ تَمَنَّاهُ

أَكْرِمْ بِهِ مَلِكًا فِي جَنَّةٍ بَهِيجَةٍ ... بِالْمُلْكِ وَالْخُلْدِ فِيهَا جَارُهُ اللَّهُ

<<  <   >  >>