للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ خَفِيفٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ خَزْرَجُ بْنُ عَلِيٍّ شِيرَازَ، فَاعْتَلَّ عِلَّةَ الذَّرَبِ، فَكُنْتُ أَخْدُمُهُ وَأُقَدِّمُ إِلَيْهِ الطَّسْتَ فِي اللَّيْلِ مِرَارًا، وَكُنْتُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي حَالِ الرِّيَاضَةِ، وَكُنْتُ لَا أُفْطِرُ إِلَّا عَلَى الْبَاقِلَّاءِ الْيَابِسِ، فَسَمِعَ أَبُوَ طَالِبٍ لَيْلَةً كَسْرِيَ الْبَاقِلَّاءَ بِأَسْنَانِي، فَقَالَ لِي: مَا هَذَا؟ فَعَرَّفْتُهُ حَالِي وَأَنِّي لَا آكُلُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَبَكَى وَقَالَ: الْزَمْ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنِّي كُنْتُ كَذَلِكَ حَتَّى حَضَرْتُ لَيْلَةً مَعَ أَصْحَابِنَا فِي دَعْوَةٍ بِبَغْدَادَ، فَقُدِّمَ إِلَيْنَا حَمَلٌ مَشْوِيُّ، فَأَمْسَكْتُ يَدِي، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: كُلْ بِلَا أَنْتَ، " فَأَكَلْتُ لُقْمَةً، فَأَنَا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَى خَلْفٍ، ثُمَّ تَمَاثَلَ ⦗١٤٩⦘ وَخَرَجَ إِلَى بَعْضِ النَّوَاحِي، وَجَلَسَ فِي رِبَاطٍ وَسَوَّدَ دَاخِلَ الرِّبَاطِ وَخَارِجَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا جُلُوسُ أَهْلِ الْمَصَائِبِ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ "

<<  <   >  >>