للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ أَمْرٌ وَاخْتَلَفُوا فِيهِ رَدُّوهُ إِلَى فَتًى مِنْهُمْ شَابٍّ وَضِيءٍ أَقْنَى بَرَّاقِ الثَّنَايَا، فَرَضُوا بِهِ وَانْتَهَوْا إِلَى مَا يَقُولُ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، قَالَ: فَوَقَعَ لَهُ فِي قَلْبِي مِنَ الْحُبِّ شَيْءٌ مَا أَحْسَبُ أَحَدًا أَحَبَّهُ، ثُمَّ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَبِتُّ لَيْلَتِي أَتَشَوَّقُ رَجَاءَ أَنْ أُصْبِحَ فَأَلْقَاهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ عَرَضَ لِي بَعْضُ مَا يَشْغَلُ الْمُسَافِرَ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَظَرْتُ إِلَى مَجْلِسِهِمْ فَإِذَا هُمْ قَدِ ارْتَفَعُوا، وَأَنْظُرُ فَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمًا يُصَلِّي إِلَى عَمُودٍ مِنْ عَمَدِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ قَعَدْتُ فَاحْتَبَيْتُ مِنْهُ غَيْرَ بَعِيدٍ، فَلَمَّا رَآنِي ظَنَّ أَنَّ لِي حَاجَةً، قَالَ: فَذَكَرْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْهُ وَمِنْ أَصْحَابِهِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُكَ لِلَّهِ تَعَالَى، قَالَ: فَقَطَّبَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى حُبْوَتِي فَاجْتَبَذَنِي إِلَيْهِ

<<  <   >  >>