للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ) وذلك أن اليهود قتلوا ذلك الشخص المشبه بعيسى وكان قد ألقي الشبه على وجه ذلك الشخص دون جسده، فلما قتلوه نظروا إلى جسده فوجدوه غير جسد عيسى فقالوا: الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره فهذا هو اختلافهم فيه.

وقيل: إن اليهود لما حبسوا عيسى وأصحابه في البيت دخل عليه رجل منهم ليخرجه إليهم، فألقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل فأخذ وقتل ورفع الله عز وجل عيسى إلى السماء وفقدوا صاحبهم فقالوا: إن كنا قتلنا المسيح فأين صاحبنا؟ وإن كنا قتلنا صاحبنا فأين المسيح عيسى؟ فهذا هو اختلافهم فيه وقيل إن الذين اختلفوا فيه هم النصارى فبعضهم يقول إن القتل وقع على ناسوت عيسى دون لاهوته وبعضهم يقول وقع القتل عليهما جميعاً وبعضهم يقول رأيناه قتل وبعضهم يقول رأيناه رفع السماء

فهذا هو اختلافهم فيه.

(مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ) يعني أنهم قتلوا من قتلوا على شك منهم فيه ولم يعرفوا حقيقة ذلك المقتول هل هو عيسى أو غيره.

(إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ) يعني لكن يتبعون الظن في قتله ظناً منهم أنه عيسى لا عن علم وحقيقة.

(وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) أي: وما قتلوه متيقنين أنه هو، بل شاكين متوهمين.

(بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ) ردٌّ وإنكار لقتله، وإثبات لرفعه، أي: اليقين إنما هو في رفعه إليه.

• رفع عيسى -عليه السلام- إلى السماء ثابت بهذه الآية، ونظير هذه الآية قوله في آل عمران (إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهّرُكَ مِنَ الذين كَفَرُوا).

<<  <  ج: ص:  >  >>