للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفتوى رقم ٤٣٦٠

السؤال: هل من شهد أن الله هو الخالق الرازق وأن الرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم ولم يفعل شيئا إلا الصلاة ولو يسجد لشيخه ويذبح لغير الله فهل هو مسلم أم لا؟

الجواب: السجود لغير الله شرك والذبح لغير الله شرك أيضا فمن سجد لغير الله أو ذبح لغير الله بعد بيان حكم ذلك له فهو مشرك كافر لا يقبل منه صرفا ولا عدلا وإن صلى وصام فإن أعمال المشرك لا تقبل منه وإذا مات على الشرك فإن الله لا يغفر له قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (١) وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٢) وقال تعالى {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٣) أما إن تاب قبل الموت توبة نصوحا فإن الله يغفر له كما قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (٤) أجمع علماء الإسلام أن هذه الآية نزلت في التائبين أما آية النساء وهي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٥) فهي نزلت في حق غير التائبين الذين ماتوا على كفرهم ومعاصيهم نسأل الله تعالى السلامة وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


(١) سورة النساء الآية ٤٨
(٢) سورة المائدة الآية ٧٢
(٣) سورة الأنعام الآية ٨٨
(٤) سورة الزمر الآية ٥٣
(٥) سورة النساء الآية ٤٨