للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اللغة والنحو]

لقد اهتم ابن الجوزي اهتماما كبيرا باللغة العربية والنحو ويظهر ذلك من خلال تفسيره، ولقد ورد ذلك أيضا في مقدمة تفسيره للجزء الأول، حيث جاء في المقدمة: " لم يفته وهو يفسر مفردات القرآن أن يذكر اشتقاقها استكمالا للمعنى وزيادة في الفائدة (١).

فقد كان يورد الروايات والآراء التي وردت في تفسير اللفظ وما أيدها من الأشعار العربية والدلالة على معناها إلا أنه لم يكن يتعرض لها بالتعليق برأيه، بل كان يوردها مجردة عن التعليق بمعنى كل قائل واستشهاده، ثم بالنحو والإعراب وفي أحيان كثيرة يعرض للقراءات على الرفع أو على النصب أو خلافه، فمثلا عند تفسيره لسورة الفاتحة قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ} (٢) يقول: فأما الرب فهو المالك، ولا يذكر هذا الاسم في حق المخلوق إلا بالإضافة، فيقال: هذا رب الدار، ورب العبد. وقيل: هو مأخوذ من التربية.

قال شيخنا أبو منصور اللغوي - يقال: رب فلان صنيعته يربها ربا: إذا أتمها وأصلحها فهو رب وراب. قال الشاعر:

برب الذي يأتي من الخير إنه ... إذا سئل المعروف زاد وتمما

قال: والرب يقال على ثلاثة أوجه، أحدها: المالك يقال: رب الدار، والثاني: المصلح يقال: رب الشيء، والثالث:: السيد المطاع قال تعالى: {فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} (٣) سورة يوسف آية ٤١. والجمهور على خفض باء رب. وقرأ ابن السميفع


(١) زاد المسير جـ ١ ص ٤.
(٢) سورة الفاتحة الآية ٢
(٣) سورة يوسف الآية ٤١