الوهج: الحرب، التهاول: الهول، الأرين: جمع إرة: مستوقد النار، الأوار: لهب الحرب، القواحز من القحز: وهو القلق، المقرفون: اللئام، الكماة جمع كمن وهو الشجاع المستتر في سلاحه، الأعراض: النواحي، الثمال: السكارى، المنزفون: الذين أنزفت الخمر عقولهم، التعاور: التداول، الظبينا: جمع ظبة: وهي حد السيف، العماية: السحابة أو ظلمة الغبار، المعلمون: من يعلمون أنفسهم في الحرب بعلامة تحديا للأعداء، الخرس: التي لا صوت لها ويقصد السيوف والرواء بالراء المشدودة المكسورة: الممتلئة بالدم، بصرية منسوبة إلى بصرى وهي مشهورة بصنع السيوف، أجمن: مللن، الجفون جمع جفن: وهو غمد السيف.
بهذه الأبيات من قصيدة طويلة يقدم الشاعر صورة ليوم من أيام الكفاح الإسلامي (يوم أحد) فالمعارك الدامية فيه اشتد هولها، وحمي موقدها وقد طال ذلك اليوم واشتد لهبه، ونفي القلق الذي ساد في ذلك اليوم اللئام عن القتال فلم يبق القلق بين الساحة لئيما، وإنك لتحسب الشجعان في نواحيه سكارى ذهبت عقولهم وتداولت أيمانهم مع الأعداء كئوس الموت بحد السيوف، فكل يقدم كأس المنية لمن ينازله.
ولقد شهدنا ذلك اليوم فكنا أصحاب بأسه وقوته، وكنا تحت ظلماته، وكنا المعروفين بما نحمل من علامات تميزنا وكأنها تشير إلينا، وقد شهدناه بسيوف حسان تعمل ولا صوت لها وقد امتلأت بالدم وبسيوف كذلك من صنع بصرى قد ملت الأغماد وهي لا تقل ولا تنحني ولا تنتهي عن الضرب إذا نهيت وهكذا قدم الشاعر صورة اليوم والشجعان وهم يتعاورون كئوس الموت، وصور قوة سيوفهم وكرهها للأغماد ومتانتها من حيث إنها لا تفل ولا تنحني ولا تكف.