للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التطوع في المسجد الحرام بالطواف]

يستحب الإكثار من الطواف كل وقت، لأهل مكة ومن دخلها من غيرهم؛ لأن الطواف نسك فريد، اختص به هذا البلد الأمين - مكة المكرمة - دون غيره من بلدان العالم.

إلا أن العلماء رحمهم الله تعالى اختلفوا في التطوع في المسجد الحرام بالصلاة والطواف، أيهما أفضل، والذي عليه جمهورهم: أن الطواف لغير أهل مكة أفضل، أما أهل مكة فالصلاة لهم أفضل؛ لأن الصلاة في نفسها أفضل من الطواف؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شبه الطواف بالصلاة، ولكن الغرباء لو اشتغلوا بالصلاة لفاتهم الطواف من غير إمكان التدارك، فكان الاشتغال بما لا يمكن تداركه أولى. وروي هذا القول عن ابن عباس، وعطاء، وسعيد بن جبير ومجاهد (١). وقال بعض الشافعية (٢)، والحنفية (٣)، والحنابلة (٤): (الطواف أفضل مطلقا)، واستدلوا بأن الله قدم الطواف على الصلاة في قوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (٥).


(١) المجموع ٨/ ٥٦، المغني والشرح الكبير ٣/ ٥٨٦.
(٢) المجموع ٨/ ٥٦، المغني والشرح الكبير ٣/ ٥٨٦.
(٣) حاشية ابن عابدين ٢/ ٥٠٢.
(٤) المغني والشرح الكبير ٣/ ٥٨٦، الفروع ٣/ ٤٩٦.
(٥) سورة البقرة الآية ١٢٥