للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذلك فحينما يتحدث اليهود وأعوانهم عن الوطن البديل للفلسطينيين يظنون أن أي أرض يمكن أن تستبدل بها الأرض المباركة، ويظنون أن الأمر أمر إسكان لاجئين أو استقرار مشردين، وما علموا أو هم يتجاهلون أن هذه الأرض لا تدانيها أرض أخرى، ولا يمكن أن يقوم مقامها وطن بديل في أي بقعة من بقاع الكرة الأرضية، ما عدا أرض الحرمين الشريفين فشرفها معروف؛ إذ إن هذه الأرض مرتبطة بعقيدة المسلمين سجلت في كتاب الله بوصفها القبلة الأولى، وبوصفها مسرى النبي، وبوصفها معراج الرسول، وبوصفها الأرض المباركة، ولذلك فهي لا تخص الفلسطينيين وحدهم، ولا تخص العرب وحدهم، بل تخص المسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا، وما دام كتاب الله القرآن موجودا على الأرض يتلى وفي الأرض مؤمنون، فليس هناك استقرار لدولة اليهود، وهي في طريقها لأن تصبح من مخلفات التاريخ، كما أصبحت دولة الصليبيين من قبلها من مخلفات التاريخ تؤلف الكتب عن أسباب زوالها ويكتب الباحثون أبحاثهم ويعطي العلماء آراءهم في ذلك، وكلهم أو جلهم ينسى أو يتناسى الحقيقة الأزلية وهي استحالة أن يملك هذه الأرض غير المسلمين ملكا مستقرا، وأن تبقى في حوزة أعدائهم؛ لأن هذه إرادة الله بينها ليلة الإسراء.