للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البر والتقوى:

البر والتقوى كلمتان جامعتان تجمعان خصال الخير بالكلية، بل تفسر إحداهما الأخرى.

فالبر هو الكمال المطلوب من الشيء والمنافع التي فيه والخير الذي يتضمنه (١).

والتقوى في حقيقتها العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا، أمرا ونهيا. يقول طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى. قالوا: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.

ويعلق على ذلك ابن القيم رحمه الله فيقول: وهذا من أجمع المعاني، فإن كل عمل لا بد له من مبدأ وغاية، فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان، فيكون الباعث عليه الإيمان المحض، لا العادة والهوى، ولا طلب المحمدة والجاه، ولا غير ذلك، بل لا بد أن يكون مبدؤه محض الإيمان، وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته، وهو الاحتساب (٢).

ولعل داود لحظ هذا المعنى حين قال في وصيته: " اصحب أهل التقوى، فإنهم أيسر أهل الدنيا عليك مؤونة، وأكثرهم لك معونة " (٣).


(١) بدائع التفسير ج (٢) ص (٩٣، ٩٤) بتصرف.
(٢) بدائع التفسير ج (٢) ص (٩٦).
(٣) انظر الإخوان لابن أبي الدنيا (١٢٤).