للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طريق أبي هريرة، وقال الدارمي رحمه الله: صح عندي حديث «أفطر الحاجم والمحجوم (١)» بحديث ثوبان وشداد بن أوس وأقول به. وقال الإمام أحمد: أحاديث «أفطر الحاجم والمحجوم (٢)» و «لا نكاح إلا بولي (٣)» يشد بعضها بعضا. وأنا أذهب إليها. وكلام أئمة الحديث في الاحتجاج بهذا الحديث كثير، يصعب سرده هنا. وفي معنى الحجامة التبرع بالدم.

ومن المفطرات أيضا ما كان بمعنى الأكل والشرب مما يحصل به غذاء البدن، كالإبر المغذية، وكحقن الدم في جسم الصائم، وكذلك أيضا الأدوية والعلاجات التي تؤخذ من الأنف أو الفم؛ لأنهما منفذان للجوف أما الفم فواضح، وأما الأنف فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما (٤)».

ومن المفطرات أيضا: إنزال المني بشهوة، بنحو استمناء أو تكرير نظر لما تقدم من عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري: «يترك طعامه وشرابه وشهوته (٥)». ولا يفطر بالاحتلام ولا بالإنزال الناتج عن التفكير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم (٦)» متفق عليه.

ومن تعاطى شيئا من المفطرات السابقة في نهار رمضان عامدا مختارا، وجب عليه المبادرة إلى التوبة والتضرع إلى الله عز


(١) سنن الترمذي الصوم (٧٧٤)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٦٥).
(٢) سنن الترمذي الصوم (٧٧٤)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٦٥).
(٣) سنن الترمذي النكاح (١١٠١)، سنن أبو داود النكاح (٢٠٨٥)، سنن ابن ماجه النكاح (١٨٨١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤١٨)، سنن الدارمي النكاح (٢١٨٢).
(٤) سنن الترمذي الصوم (٧٨٨)، سنن النسائي الطهارة (٨٧)، سنن أبو داود الطهارة (١٤٢)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (٤٠٧).
(٥) صحيح البخاري الصوم (١٨٩٤)، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٣٨).
(٦) صحيح البخاري الطلاق (٥٢٦٩)، صحيح مسلم الإيمان (١٢٧)، سنن الترمذي الطلاق (١١٨٣)، سنن النسائي الطلاق (٣٤٣٣)، سنن أبو داود الطلاق (٢٢٠٩)، سنن ابن ماجه الطلاق (٢٠٤٠)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٩١).