كتاب مجلة البحوث الإسلامية

العدد الحادي والستون - الافتتاحية شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة - ج: 61 - ص: 32

ليلة (١)» رواه البخاري ومسلم.

ويتجنب المعتكف الخروج من المسجد إلا لحاجة الإنسان، وهو البول أو الغائط؛ ففي الصحيحين أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل رأسه وهو في المسجد فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا (٢)» هذا لفظ البخاري، وزاد مسلم «إلا لحاجة الإنسان (٣)». وفسرها الزهري رحمه الله بالبول والغائط. وكذلك يجوز له الخروج من المسجد للأكل والشرب إذا لم يكن له من يحضر الطعام والشراب في معتكفه. وإذا اعتكف في مسجد لا تقام فيه جمعة، وأدركته الجمعة وجب عليه الخروج ليصليها في مسجد تقام فيه الجمعة. ولا يخرج لغير ذلك من الحوائج لا لعيادة مريض ولا لاتباع جنازة ولا غيرها، إلا إذا شرطها.

والجماع يفسد الاعتكاف بالإجماع. ويجوز لزوج المعتكف وأهله زيارته في معتكفه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه، فعن علي بن الحسين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه، فرحن، فقال لصفية بنت حيي: «لا تعجلي حتى أنصرف معك (٤)» الحديث رواه البخاري.

وينبغي للمعتكف أن يستشعر حقيقة هذه العبادة، وأن يملأ وقته في المسجد، بأنواع العبادات من صلاة، وتلاوة لكتاب الله وذكر ودعاء واستغفار، والتنويع بين العبادات يبعث العبد على

---

(١) صحيح البخاري الاعتكاف (٢٠٤٢)، صحيح مسلم الأيمان (١٦٥٦)، سنن الترمذي النذور والأيمان (١٥٣٩)، سنن النسائي الأيمان والنذور (٣٨٢٢)، سنن أبو داود الأيمان والنذور (٣٣٢٥)، سنن ابن ماجه الصيام (١٧٧٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٥٤)، سنن الدارمي النذور والأيمان (٢٣٣٣).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الاعتكاف، حديث رقم ١٩٢٥، تحقيق البغا.
(٣) صحيح مسلم الحيض (٢٩٧).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الاعتكاف، حديث رقم ١٨٩٧، ومسلم في كتاب السلام، حديث رقم ٤٠٤١، وأبو داود في كتاب الصوم، حديث رقم ٢١١٣، وابن ماجه في كتاب الصيام، حديث رقم ١٧٦٩، وأحمد في باقي مسند الأنصار، حديث رقم ٢٥٦٣٠، والدارمي في كتاب الصوم، حديث رقم ١٧١٤.