للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحكمة من زيارة القبور]

وتبين لنا من خلال أقوال الأئمة الأعلام أن زيارة القبور شرعت لأمرين اثنين، أحدهما: تذكير الزائر بالموت. والثاني: إحسان للميت بالدعاء له وسؤال الله بالرحمة والمغفرة.

الأمر الأول: تذكير الزائر بالموت والاعتبار والاتعاظ بحال الميت الذي فارق الدنيا وترك المال والأهل والولد، وأصبح أسير عمله تحت التراب لا يملك من أمره شيئا. ولا شك أن من استعمل عقله وفكر بعمق وتذكر الموت وهو السفر الطويل الذي لا عودة بعده إلى الدنيا. استعد لهذا اليوم وأخذ بأسباب الرحيل وتزود لسفره البعيد بالعمل الصالح، فإنه سيدرك دار السعادة بإذن الله تعالى. قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (١).

قال الشاعر:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول

فالنجاة بالتقوى؛ لقوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (٢).


(١) سورة الأنبياء الآية ٣٥
(٢) سورة البقرة الآية ١٩٧