درج العلماء على تقسيم مختلف ما ألف عن تفسير القرآن إلى إسهامات مقبولة وهي المنضبطة علميا، وكتابات منحرفة وهي التي تكون ناتجة جهل بالعلم أو هادفة إلى تقرير مذهب فاسد، وهذا التقسيم إنما وضعوه حين أرادوا الكلام عن اتجاهات التفسير وبدعه، والهدف منه تمييز تراث المبتدعة المنسوب إلى علم تفسير القرآن عن التفسير العلمية السليمة المنهج، فاختصت مؤلفات أهل البدع بمصطلح (التفسير بالرأي المذموم) كما عرفت تفاسير غيرهم بمصطلح (التفسير بالرأي المحمود) وهذا عندما يكون الكلام عن التفسير بالاجتهاد وإعمال العقل. .
وحين نرجع إلى كتابات المستشرقين عن التفسير وعن معالم منهجه اليوم كما يتصورون ذلك، نصادف بأنهم لا يكادون يختلفون في مسلكهم ودعوتهم عن نزغات أهل البدع قديما، فقد قصدوا إلى التسور على العلم بغية هدمه وركبوا لتلك الغاية كل صعب وذلول، وإذا كان العلماء قديما قد حددوا أسباب انحراف تفسير أهل البدع، فإن انحراف كتابات المستشرقين عن التفسير في العصر الراهن يرجع إلى عدة أسباب يمكن إجمالها في الآتي: