للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سجود مخلوقاته له عموما أو خصوصا، فسن للتالي والسامع وجوبا أو استحبابا أن يتشبه بهم عند تلاوة آية السجدة أو سماعها. وآيات الأوامر بطريق الأولى. وهذا لا فرق فيه بين أمر وأمر، فكيف يكون الأمر بقوله: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} (١) مقتضيا للسجود دون الأمر بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (٢) فالساجد إما متشبه بمن أخبر عنه، أو ممتثل لما أمر به، وعلى التقديرين يسن له السجود في آخر الحج كما يسن له السجود في أولها، فلما سوت السنة بينهما سوى القياس الصحيح والاعتبار الحق بينهما، وهذا السجود شرعه الله ورسوله عبودية عند تلاوة هذه الآيات واستماعها، وقربة إليه، وخضوعا لعظمته، وتذللا بين يديه، واقتران الركوع ببعض آياته مما يؤكد ذلك ويقويه لا يضعفه ويوهيه. والله المستعان (٣)


(١) سورة النجم الآية ٦٢
(٢) سورة الحج الآية ٧٧
(٣) إعلام الموقعين عن رب العالمين ٢/ ٤٠٨، ٤٠٩.