للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصراط المستقيم " (١).

وورد في المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي: أن الهدى يجيء بمعنى الإيمان في القلب، والهداية هي التي تقال في طرق الدنيا، وهي ضد الضلال، والصراط هو الطريق الواضح، وقد قيل عن الصراط إنه القرآن الكريم، وقيل هو الإسلام، وقيل كذلك إنه دين الله سبحانه وتعالى، الذي لا يقبل من العباد غيره، وأنه يجب على الإنسان أن يكون مع سنن المنعم عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، ووجوب الالتزام بأحكام الشرع، أما المستقيم فهو الذي لا انحراف فيه، مستقيما على الحق، والغاية هي الفلاح (٢).

وقال البيضاوي: إن تفسير قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٣) أنه يراد بالمستقيم طريق الحق، وقيل: ملة الإسلام (٤).

قال ابن قيم الجوزية: إن قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٥) يتضمن أن الإنسان لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأن لا سبيل له إلى الاستقامة إلا


(١) الطبري، تفسير الطبري ١/ ٧٥.
(٢) ابن عطية، المحرر الوجيز١/ ٧٣ - ٧٥
(٣) سورة الفاتحة الآية ٦
(٤) البيضاوي، تفسير البيضاوي ١/ ١٠.
(٥) سورة الفاتحة الآية ٦