للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمة الإسلام: لقد شرق العالم وغرب في الاقتصاد، وأتوا بأنظمة سببت لهم الاضطراب، والوهن، والعجز، والقلاقل:

نظام أشاع الملكية بين الأفراد، ومنع الملكية الفردية، وتجارة العبد في ماله، وبعض هذا النظام قدر الله عليه الانهيار، حتى تفرقت دويلات.

وجاء نظام نفعي أباح للإنسان اكتساب المال من أي طريق، فانقسم الناس إلى غني غال في الغناء، وإلى فقير شديد في الفقر.

وجاء النظام الإسلامي العادل، نظام قوي متكامل، راعى فيه حب الفرد للمال؛ فأباح له التملك {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} (١)، أمره بطلب الرزق وجعل ذلك بفضل الله، فقال جل وعلا: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (٢)، أمره أن يجمع بين صالح دينه ودنياه، {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (٣)، لم ينس الفقير فأوجب له في حق الأغنياء نصيبا يسيرا يواسون به الفقراء والمحتاجين.

إن التعامل بالربا أرقد اقتصاد العالم، وسبب له الانهيار والفساد، إن لم يتداركه عقلاء الناس، والإسلام حرم الربا وشدد في


(١) سورة الفجر الآية ٢٠
(٢) سورة الجمعة الآية ١٠
(٣) سورة القصص الآية ٧٧