للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى آخره، يوافق ما ذكرناه؛ فإن الإيمان أعلى من الإسلام، فيخرج الإنسان من الإيمان إلى الإسلام الذي ينفعه، وإن كان ناقصا، كما في آية الحجرات، وفيها: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} (١).

وحقيقة الأمر أن الإيمان يستلزم الإسلام قطعا، وأما الإسلام فقد يستلزمه، وقد لا يستلزمه).

ويقول الشيخ عبد الله ابن الإمام: (فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام بالأعمال الظاهرة، وهي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، وفسر الإيمان بالأعمال الباطنة، وهي أعمال القلب، فقال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره (٢)»، .. ، وفسر الإحسان بقوله: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك (٣)»، ففسره بأن تعبد الله كأنك تشاهده، فإن لم تكن تشاهده فهو يراك، لا يخفى عليه منك شيء، حتى ما توسوس به نفسك.

والإحسان أعلى المراتب العالية، وبعده في المرتبة والفضيلة الإيمان


(١) سورة الحجرات الآية ١٤
(٢) مسلم الإيمان (٨)، الترمذي الإيمان (٢٦١٠)، النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠)، أبو داود السنة (٤٦٩٥)، ابن ماجه المقدمة (٦٣)، أحمد (١/ ٢٨).
(٣) البخاري الإيمان (٥٠)، مسلم الإيمان (٩)، النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩١)، ابن ماجه المقدمة (٦٤)، أحمد (٢/ ٤٢٦).