للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالله، وبعده في المرتبة والفضيلة الإسلام، وكل واحد منهما يتضمن الآخر مع الإطلاق، وإذا قرن بينهما في آية أو حديث، فسره أهل العلم بما ذكرنا) (١).

ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله في معرض كلامه عن حديث جبريل: (لما سئل عن الإسلام ذكر أركان الإسلام الخمسة؛ لأنها أصل الإسلام، ولما سئل عن الإيمان أجاب بقوله: "أن تؤمن بالله"، إلى آخره، فيكون المراد حينئذ بالإيمان جنس تصديق القلب، وبالإسلام جنس العمل.

والقرآن والسنة مملوءان بإطلاق الإيمان على الأعمال، كما هما مملوءان بإطلاق الإسلام على الإيمان الباطن، مع ظهور دلالتهما أيضا على الفرق بينهما، ولكن حيث أفرد أحد الاسمين دخل فيه الآخر، وإنما يفرق بينهما حيث فرق بين الاسمين) (٢).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى: الكلام في الإسلام والإيمان في مقامات:

الأول: فيما دل عليه حديث عمر رضي الله عنه في سؤال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أخبرني عن الإسلام. فقال: الإسلام أن تشهد


(١) الدرر السنية ١/ ٢٥٦.
(٢) تيسير العزيز الحميد ٦٢٣، وانظر: حاشية ثلاثة الأصول ٧٠.