للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال الكاتب: وليس لديهم أي دليل يدل على صدق دعواهم، غير أنهم لما أنزلوه هذه المنزلة الحقيرة، تشبهوا باليهود في تحريف كلام الله، كل آية أنزلها الله في حق عباد الأصنام والمشركين طبقوها على المسلمين الموحدين، وأنكروا كل حديث صحيح وافقت عليه الحفاظ، وأجمعت على صحته الأمة، وهذا الموقف المعاند احتقار لشأن الرسول. . الخ.

جوابه: أن نقول إن هذا الكاتب وأضرابه لا يفهمون دلالة الآيات والأحاديث لما تكبروا عن الحق وقبوله وأشربوا الكفر ومحبة الشرك عقوبة عاجلة قال الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (١) فلو كانوا يفقهون ويعقلون لكفاهم بعض تلك الأدلة المتقدم بعضها {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ} (٢) والأدلة على ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أكثر من أن تحصر كقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} (٣) {قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا} (٤) وقوله تعالى:


(١) سورة الأعراف الآية ١٤٦
(٢) سورة يونس الآية ١٠١
(٣) سورة الجن الآية ٢٠
(٤) سورة الجن الآية ٢١