للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترتفع مكانته عنده سبحانه، لأنه بادر بإخفائها، وأداء حقها في وقتها، مراقبة لأمر الله سبحانه، وخوفا من عقابه، قبل أن تزل قدم بعد ثبوتها، وما ذلك إلا أن الأمانة كلما استقرت في الوجدان، ظهر أثر العمل، وحسن الأداء، بالدافع من القلب، لأداء الجوارح: تعظيما لله في حق الأمانة عند الأداء.

أما إذا خف ميزان الأمانة، عند بعض الناس وعدم المبالاة بحقها، جحودا لمكانتها، متجاهلا أو متهاونا بعقاب الله، فإن هذا دليل على ضعف الوازع الإيماني، الذي إن لم يتدارك المرء نفسه، قبل فوات الأوان، فإنه يخشى عليه، من العاقبة السيئة.

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وثق رابطة الأمانة بالدين، الذي هو مهمة الإنسان في هذه الحياة، والسر الذي خلق من أجله، وهو عبادة الله سبحانه، والمحافظة على الأمانة، جزء من عبادة الله في نفسه، وفيما حوله، وما تحت يده؛ امتثالا لأمر الله، ومحافظة في الأداء.

وما جاء في شرع الله، قد بثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته: قدوة في العمل، وإيضاحا للأمة، وحثا على حسن الأداء.

ألم يقل - صلى الله عليه وسلم - في الحج: «خذوا عني مناسككم (١)».

وفي الصلاة: «صلوا كما رأيتموني أصلي (٢)».

وفي التبليغ: «ألا فليبلغ الشاهد الغائب (٣)».


(١) سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٦٢)، مسند أحمد (٣/ ٣١٨).
(٢) صحيح البخاري أخبار الآحاد (٧٢٤٦)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٥٣).
(٣) سنن ابن ماجه المقدمة (٢٣٣)، مسند أحمد (٥/ ٣٧)، سنن الدارمي المناسك (١٩١٦).