للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمرا مهما تضاءل في ذهنه، فإن الطفيف عنده، لقطة عند الطرف الآخر، ثمينة، يبنون عليها جسورا عديدة، هذا من أهم الأمانات الأمنية، وهو من طاعة الله، وطاعة رسوله، وطاعة ولي الأمر، ومعظم النار من مستصغر الشرر.

فقد تنفصم عرى الحياة الزوجية، في أمر أفضى به رجل لامرأته، أو امرأة لزوجها لأنه لم يكتم، وقد تفلس شركة، أو يغلق متجر، بنفس السبب، وقد تتضرر دول، بمعرفة العدو هذا السر ... .

فقد قالت بنت نبي الله شعيب عليه السلام، عن موسى عليه السلام، كلمة، رغبته في أن يستأجره، ويزوجه ابنته، وهي ما لاحظته عليه من أمانة غض النظر فقالت: {يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (١) (٢).

وسمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبا عبيدة بن الجراح: أمين هذه الأمة، بقوله الكريم برواية سالم عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجراح (٣)»

وممن روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في أمانة أبي عبيدة: أبو بكر


(١) سورة القصص الآية ٢٦
(٢) سورة القصص الآية: ٢٦، ويراجع تفسير ابن كثير، وما جاء في هذه الآية.
(٣) أخرجه البخاري برقم: ٣٧٤٤ في مناقبه. ومسلم برقم: ٢٤١٩ في فضائل الصحابة.