للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أحسن ما قيل في معناه ما قاله شيخ الإسلام وغيره أن " هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها، كما جاءت مقيدة؛ [لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «خالصا من قلبه (١)»، «غير شاك فيها (٢)»، بصدق ويقين، فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله تعالى جملة، فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة؛ لأن الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى، بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحا، فإذا مات على تلك الحالة نال ذلك] فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، وما يزن خردلة، وما يزن ذرة.

[وتواترت بأن كثيرا] ممن يقول لا إله إلا الله يدخل النار، أو أكثرهم، ثم يخرج منها [وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم، فهؤلاء كانوا يصلون، ويسجدون لله]


(١) صحيح البخاري العلم (٩٩).
(٢) صحيح البخاري اللباس (٥٨٥٠)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٥٥)، سنن الترمذي الصلاة (٤٠٠)، سنن النسائي القبلة (٧٧٥)، مسند أحمد (٣/ ١٨٩)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٧٧).