على القرينة. والقرينةُ قد تخفى فلا يحصُل الفهم. فإن قيل: ما ذكرتم يُعارضه شيءٌ آخر، وهو أنَّ اللفظ إذا كان دائرًا بين الحقيقة والمجاز، فإذا خرجت الحقيقةُ بقرينة ربما يُشكل وجهُ المجاز، وربما يتعذَّر طريقُ المجاز فلا يحصل الفهم، إذا كان مشتركًا بين معنيين فأُخرج أحدُهما بقرينة ينصرف اللفظُ إلى الآخر بحكم الاصطلاح والوضع فيحصل.
قلنا: ما ذكرتُم يُعارضه شيءٌ آخر، وهو أنَّ اللفظ إذا كان بين الحقيقة والمجاز يدورُ بين معنيين فقط، وإذا كان مُشتركًا بين معنيين يدورُ بين أربعة معان؛ لأن المُشترك يحتمل المجاز بالإضافة إلى كل معنى.
فإنْ قيل: في المجاز تركُ الاصطلاح والمواضعة، وليس في ذلك على ما ذكرنا.
قلنا: في المجاز فوائدُ من وجوهٍ ثلاثة. أحدها: المبالغة في الإبانة عن المعنى. فإنَّ قولنا: هذا أسد. أبلغ في الإبانة عن معنى الشجاعة من قولنا: هذا شجاع. وقولنا: هذا حمار. أبلغ في الإبانة عن معنى البلادة من قولنا: هذا بليد.
والثاني: الكناية بالحسن عن القبيح. فإن قولنا: مسّها. أحسن من