للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولنا: أدخل ذكره في فرجها. ولهذا قال ابنُ عباس رضي الله عنه: إنَّ الله حييٌ كريم، يكني بالحسن عن القبيح. كنى باللمس عن الوقاع

والثالث: إظهارُ العِلم بخواص الأشياء. فإنه إذا قال: رأيت أحنف. وأراد به: الحليم. أو رأيت إياسًا. وأراد به: الذكي. أو رأيت قسًّا. وأراد به: الفصيح. فقد أظهر من نفسه العلم بخواص هؤلاء.

والعلم صفةُ شرف، فكان في طبع الإنسان دعاء إلى إظهارها. انتهى (١)

وقولهم: الأصلُ في الإطلاق الحقيقة. قلنا: والأصل عدمُ الاشتراك. وأيضًا: فلفظ الكلام أكثر ما استعمل في العبارات. وكثرة موارد الاستعمال تدل على الحقيقة.

وأما قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} [سورة المجادلة:٨] فمعناه: يقول بعضُهم لبعض. أو هو مجاز؛ لأنه إنما دل على المعنى النفسي بالقرينة ولو أطلق لما فهم منه إلاّ العبارة. وكذلك كل ما جاء من هذا الباب إنما يُفيد نفي القرينة. وهذا شأنُ المجاز. ومنه


(١) ينظر: الفتوحي، شرح الكوكب المنير ٢/ ١٥، ٣٣. ') ">