للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موضوعات لغة العرب، ومعرفة الكلام. فأما ما يشترك فيه العربُ وسائر الناس فلا يُحتج فيه ببيت نادر مع ظُهور فساده.

وبتقدير صحته على ما قالوا: لم يجز أن يُوصف الله تعالى بالكلام أصلاً. فإنَّه تعالى ليس بذي فؤاد. تعالى الله عن ذلك علوًّا كثيرًا (١)

وأيضًا: فأهلُ العُرف متفقون على أنَّ من لم ينطق ليس بمتكلم، ولو حلف لا يتكلَّم فلم ينطق لم يحنث إجماعًا.

والفرقةُ الناجية أهل السنة والجماعة: يُؤمنون بما أخبر اللهُ به تعالى في كتابه أو ثبت عن رسوله صلى الله عليه وسلم في خِطابه، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل.

وعلى هذا درج السلفُ وأئمة الخلف. كلُّهم متفقون على الإقرار والإمرار. وقد أُمرنا باقتفاء آثارهم والاهتداء بمنارهم، وحُذِّرنا المُحدثات وأُخبرنا أنها من الضلالات.

فما جاء في الصفات من الآيات والأحاديث الثابتات: آمنا بها، ولا نردّه ولا نجحده، ولا نتأوَّله بتأويل يخالف ظاهره، ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا سمات المُحدثين.


(١) ينظر: المرداوي، التحبير ٣/ ١٢٩١. ') ">