للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحديث الثاني: سماع القصائد الرقيقة، المتضمنة للزهد، والتخويف، والتشويق.

فكان كثير من أهل السلوك والعبادة يستمعون ذلك، وربما أنشدوها بنوع من الألحان؛ استجلابا لترقيق القلوب بها.

ثم صار منهم من يضرب مع إنشادها على جلد ونحوه، بقضيب ونحوه، وكانوا يسمون ذلك التغبير (١)

فكما ترى أن هذه كانت مقدمات هذا الانحراف الصوفي في السماع، وهو عائد إلى أصلهم البدعي تجريد المحبة واللهج بها،


(١) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٣. وذكر ابن رجب أن أكثر العلماء كرهوا التغبير، وهو سماع هذه القصائد مع الضرب، ونقل قول الإمام الشافعي إنه من وضع الزنادقة؛ يصدون به الناس عن القرآن، وقال الإمام أحمد: إنه بدعة، وقال يزيد بن هارون: ما يغبر إلا فاسق، ومتى كان التغبير؟ وأما القصائد المجردة، فحكى ابن رجب فيها الخلاف على قولين: المنع، والرخصة. يراجع: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٣ - ٤٦٤.