للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإعراض عن الخشية والخوف (١)

المقام الثاني: في إبطال دعوى التقرب إلى الله تعالى بالسماع.

وهذا الإبطال متحقق من وجوه:

الوجه الأول: أن صنيعهم هذا مضاد لأمر الله، فإن الله تعالى يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}، فإنه إنما يتقرب إلى الله عز وجل بما يشرع التقرب به إليه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فأما ما نهى عنه، فالتقرب به إليه مضادة لله عز وجل في أمره (٢)

الوجه الثاني: أن التقرب إلى الله تعالى بسماع الغناء الملحن، لا سيما مع آلات اللهو مما يعلم بالضرورة من دين الإسلام، بل ومن سائر شرائع المرسلين أنه ليس مما يتقرب به إلى الله، ولا مما تزكى به النفوس وتطهر، فإن الله تعالى شرع على ألسنة الرسل كل ما تزكو به النفوس، وتطهر من أدناسها وأوضارها، ولم يشرع على


(١) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٧٣، وقد تقدم نقض هذا الأصل بحمد الله تعالى في المبحث الثاني.
(٢) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٢. ') ">